تفسير الأحلام يختلف باختلاف اللغات والعقائد والأديان والعادات والمهن والوظائف والزمان والمكان والفصول وغير ذلك

وقد بيَّن الشهاب العابر في كتابه البدر المنير في علم التعبير في فصله السابع

أن الْمَنَام الْوَاحِد يخْتَلف باخْتلَاف لغتين

وضرب على ذلك مثالا بالسفرجل، حيثُ يُعبر بالعز والجمال والراحة، إذا رآه من يتكلمُ الفارسية، لِأَنَّ معناه في اللغة الفارسية: بهي، ويُعبر السفرجل في المنام للْعَرَب بالسّفر، والجلاء، لدلالةِ لفظهِ في لغة العرب على ذلك.

ثم ذكر الشهابُ العابر

أن تفسير الأحلام يخْتَلف باخْتلَاف الْأَدْيَان،

كمن يرى أَنه يَأْكُل الْميتَة، فالْميتَة في المنام: مَال حرَام، أَو نكد عِنْد من يعْتَقد تَحْرِيمهَا، وَيُعبر أكلُ الميتة في المنام برزق وَفَائِدَة عِنْد من يعْتَقد حلهَا.

ثم بيَّن الشهابُ العابر أن تفسير الرؤيا يخْتَلف باخْتلَاف الزَّمَان

وضرب على ذلك مثلاً بالاصطلاءِ بالنَّار، والتدفي بالشمس، ولُبس ملابس الشتَاء، وَاسْتِعْمَال المَاء الْحَار، فكل ذلك يُفسر فِي الأوقات الْبَارِدة بالخير والرزق والراحة، أما إذا رؤي كل ذلك فِي الصَّيف، فيُعبرُ بأمراض، أَو أحزان وأنكاد، وعكس ذلك صحيح، فلُبسُ الملابس الخفيفة، والأقمشة الصيفية وشُربُ المَاء الْبَارِد، وَالمشروباتِ الباردة، إذا رؤيت فِي الصَّيف فتُعبرُ بالرَاحَة وَالفَائِدَة، وإذا رؤيت فِي الشتَاء: فالتعبير بعَكس ذلك من التعب والخسارة والهمِّ والحزن.

كما يخْتَلف تفسيرُ الأحلام باخْتلَاف الصَّنَائِع والمهن والوظائف

فَإِن لبس السِّلَاح مثلا، يُفسرُ، للجندي المتقاعدِ أو المجاز بالخدمَة، ويُعبر للجندي المقاتل بالنصر، ويُفسر لُبس السلاح للرجل العابد: بتركه للعبَادَة، ويُأولُ لبس السلاج لعامة الناس: بالفتْن والخصومات والمشكلات!. بعد ذلك أوضحَ الشهابُ العابر

أيضا أن تأويلَ الأحلام يختلفُ يخْتَلف باخْتلَاف الْأَمَاكِن،

وضرب مثالاً بالتعري فِي الْحمام، فإنه جيد، أما من رأى نفسَه عريانا فِي غَيره من مجامع النَّاس: فإن تفسيره رَدِيء وسيئ، وربما يُفسر بالفضيحة خُصُوصا إِن كَانَ مَكْشُوف الْعَوْرَة.

كما يخْتَلفُ تفسيرُ الأحلام باخْتلَاف عادات النَّاس

وضرب مثالا على ذلك بحلق اللِّحْيَة إذا رأى ذلك غيرُ الملتحي فخير وَذَهَاب همِّ ومناسبات سعيدة، أما إذا رأى الملتحي أنه حلق لحيته فهَمٌّ ونكد وربما خسارة.

أوضحَ أيضا أن تفسير الرؤيا يخْتَلف باخْتلَاف المعايش والأرزاق والمهن والصنائع

وضرب على ذلك مثلاً بلُبسِ الملابس الْوَسخة أَو المرقعة أَو القديمة، فتُفسرُ للطباخين والخبازين، وأمثالهم: بإدرار مَعَايشهمْ وكثرةِ أرزاقهم وتحسنِ أحوالهم المادية، لأَنهم لَا يلبسُونَ هذه الملابس إِلَّا وَقت عملهم، أما إذا لبسَ غيرُ الطباخينَ والخبازين الملابسَ القديمة أو المرقعة في المنام، فإنه يدل على الهموم والأحزان وتدني الأحوال المادية أو المعنوية، أما إذا رأى الطباخون والخبازون في منامهم أَنهم يلبسون الملابسَ النَّظِيفة، فإنه يُعبر بكسادِ أحوالهم أو بطالتهم، لكَوْنهم لَا يلبسون ذلك إِلَّا أَوْقَات إجازاتهم وعُطَلهم، أما إذا رأى غيرهم في منامهم أَنهم يلبسون الملابسَ النَّظِيفة، فإنه يُفسرُ برفْعَة وَخيرٍ وزوالِ همٍ وفرحٍ وسرور،

كما أوضحَ الشهابُ العابرُ أيضا أن

تفسير الرؤيا يخْتَلف بِالْمَوْتِ والحياة

فَإِن لُبسَ الْحَرِير أَو الذَّهَبِ في المنام مَكْرُوه في التعبير لمن لَا يَلِيقُ بِهِ من الرِّجَال، أما إذا رُؤي الحريرُ والذهبُ على الْمَيِّت في المنام فيُفسَّر بطِيبِ حالهِ وحُسنِ عاقبته عند ربه، وعلى أَنه فِي حَرِير الْجنَّة.