تأثير الكلمات السلبية على الإنسان

هل للكلماتِ السلبية من تأثيرٍ سلبيٍ على مستقبل الإنسان وحالته الصحية والنفسية والمادية؟ وهل لتفسيرات الأحلام السيئة من أثرٍ سلبيٍ على مستقبل الإنسان؟ ولماذا أمر النبي عليه السلام بأن تعبر الأحلامُ على الخير لا على الشر؟ وهل تقع الرؤيا على ما تعبر به من تفسيراتٍ سيئة؟

آثار الكلمات السلبية

1. تأثير الكلمات السلبية

أبادر بذكر بعض الآثار المتعلقة بهذا الموضوع الخطير جدا. يقول ابن مسعود رضي الله عنه:

«لا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن يشرف لها، إن البلاء مولع بالكلم».

ويقول إبراهيم النخعي:

«إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافةَ أن أبتلى به».

ومن الأحاديث الضعيفة:

«البلاء موكول بالمنطق»، وفي رواية أخرى: « البلاء موكول بالقول»، ورواية ثالثة: « البلاء موكول بالكلام».

هذا كله من الأمثلة السائرة، وهو صحيح المعنى، لكنه بالنسبة لرفعه وسنده ضعيف جدًّا، وحكم عليه بعضُ نقاد الحديثِ بالوضع.

أمثلة من القرآن الكريم

1. قصة يعقوب

مما ذكره كثير من المفسرين في قوله تعالى على لسان يعقوب:

{ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }
[يوسف: 13].

2. دعاء المتلاعنين

وقد ثبت في الصحيحين في قصة المتلاعنين، حيث سأل الزوج:

“يا رسول الله أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟”

فقال ابن الْعربي في التعليق على هذا الحديث:

“يُحْتَمَل أَنْ يَكُون اتَّفَقَ أَنَّه وَقَعَ فِي نَفْسه إِرَادَة الاطِّلَاع عَلَى الْحُكْم فَابْتُلِيَ بِهِ”.

تأثير الكلمات السلبية

الكلمات السلبية لها تأثيرٌ في جلب ما تعيبُ به الناسَ وما تذمُّهم به إلى نفسك، وهو أمر جربه الناس!

1. أمثال العرب

  • لا تسخر من شيء فيحور بك: أي: يرجع عليك ويحل بك.
  • لا تُظهر الشماتةَ بأخيك فيعافيه الله ويبتليك.

2. قراءة الكسائي واليزيدي

وقد ذُكر أنه اجتمع الكسائي واليزيدي (وهما من كبار القراء) عند الخليفة هارون الرشيد، فحضرت صلاة، فقدموا الكسائي يصلي، فارتج عليه قراءةُ ﴿قل يا أيها الكافرون﴾! وغلط فيها! فقال اليزيدي:

“قراءةُ ﴿قل يا أيها الكافرون﴾ ترتج على قارئ الكوفة؟!”

فحضرت صلاةٌ أخرى، فقدموا اليزيدي يصلي بهم، فارتج عليه في “الحمد”، وأخطأ في فاتحة الكتاب.

الخاتمة

إذن فللكلمات السلبية تأثيرٌ سلبيٌ على حياة الإنسان وصحته ومستقبله، ومن ثَم فلا ينبغي أن نتكلم إلا بخير وما يعود علينا بالنفع، لأن البلاء موكول بالمنطق!