من آداب الرؤيا الصالحة
التفاؤل بها والاستبشار بتفسيرها
من آداب الرؤيا الصالحة: التفاؤلُ بها والاستبشار بتفسيرها، كما قال ﷺ:
“إِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً فَلْيُبْشِرْ”
رواه مسلم.
إن نصوص القرآن والسنة تدعو للتفاؤل الإيجابي بشكل عام، وكان ﷺ أكثر الناس تفاؤلًا، وعلم أمته التفاؤل بما ترى وبما تسمع.
1. حديث أبي هريرة
روى الشيخان عن أبي هريرة، قال:
«سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ. قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ».
2. تفاؤل النبي في صلح الحديبية
وقد تفاءل ﷺ في صلح الحديبية باسم سهيل بن عمرو مع أنه مشرك بالله، فلما جاء سهيل قال ﷺ لأصحابه:
“سهل أمركم”.
وهكذا يرشدنا نبينا ﷺ أن نتفاءل بما نسمع من كلمات حسنة، وألفاظ طيبة، وأن نؤمل ما يسرنا من معانيها الجميلة، ونتوقع الخير من بعد سماعها.
أهمية التفاؤل في حياة المسلم
يجب أن نحسن بالله تعالى الظن ونتوقع منه الخير؛ فإن لذلك تأثيرًا كبيرًا في جلب الخير والتيسير والرزق والبركة والصحة والفرج والفرح والسرور والأحداث السعيدة.
1. التعامل مع الكلمات السلبية
إذا سمعت كلمة سلبية أو لفظة سيئة، فإياك أن تتشائم بها، ولا تسمح لها أن تستقر في نفسك، فقم بطردها أو نسيانها أو حذفها من ذاكرتك، ولا تبالِ بها؛ فإنها لن تؤثر عليك أبدًا، ولن تضرك ألبتةً.
2. التفاؤل بالرؤى الطيبة
يرشدنا النبي ﷺ أن نتفاءلَ بالرؤى الطيبة وأن نستبشرَ بها، وأن نتوقعَ الخيرَ من تفاسيرها الجميلة، لا سيما وقد أخبر ﷺ أنها تقع على ما تُعبر.
التفاؤل في وقت المحن
في هذه الأوقات نحن بحاجة كبيرة إلى أن نبث في الأمة التفاؤل والثقة بنصر الله مهما كثرت المصائب واشتدت الكروب.
“من قال هلك الناسُ فهو أهلكهم”.
فلابد أن نتفاءل بمستقبل الأمة مهما اشتدت المحن وكثرت الفتن.
1. التفاؤل الفعّال
التفاؤلُ الإيجابي هو التفاؤل الفعّال المقرون بالعمل، لذا يجب فرض الابتسامة على وجوهنا في معالجة مشاكلنا والخروج من أزماتنا.
فوائد التفاؤل
وركزت أبحاث بعض العلماء على فوائد التفاؤل، معتبرةً أن مجرد الاستبشار بحدث سعيد يكفي لعرقلة الهرمونات المسببة للضغوط، كما أنه يعمل على انخفاض الكولسترول.
1. التأثير على العمر
وأكدت دراسة أخرى أن التفاؤل والتعامل مع مشاكل الحياة اليومية بنظرة إيجابية يقلل من ظهور الشيخوخة، وقال باحثون إن الذين يتسمون بالتفاؤل يعيشون عمراً أطول من نظرائهم المتشائمين.
2. التفاؤل وجهاز المناعة
ربطت دراسة علمية حديثة لأول مرة بين التفاؤل وجهاز المناعة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، كما توصل العلم إلى أن الأم التي تقوم بإرضاع طفلها وهي في حالة من السعادة والفرح تحمي ابنها من الإصابة بالأكزيما.
الخاتمة
فما أسعدنا بنبينا محمد ﷺ الذي أمرنا بالتفاؤل ليس في حال اليقظة فحسب بل في حال المنام أيضا!