يتم تعبير الرؤيا عبر أربع خطوات هي:

التمييز، والانتقاء، والعرض، والتأليف:

أولها: التمييز بين أنواع الرؤى:

1. فهنالك رؤيا حق،

وهي بشرى من الله سبحانه أو تحذير أو إنذار، وهي جزء من النبوة.

“وهذه الرؤيا نوعان:

أحدهما: ما هو ظاهر لا يحتاج إلى تعبير.

والثاني: ما يحتاج إلى تأويل أو تفسير وهو من قبيل ضرب الأمثال للنائم، وهذا النوع هو الأكثر، والغالب على الرؤيا وهو الذي نهى رسول الله ﷺ أن يقص على غير عالم أو ناصح”

2. ورؤيا سيئة مكروهة هي من تخييل الشيطان ووسوسته وأهاويله ؛

ليحزن بِهَا ابن آدم، وليتلعب به في منامه، فالشيطان يكيد للإنسان يقظة ومناما.

3. ورؤيا مما يُحَدِّث المرء نفسه، أو يهم بِه في يقظته، كأن يكون في أمر قد أهمه،

من عمل أو تجارة أواختبار، أو زواج، فيرى ما يتعلق به من ذلك في منامه

ويدخل فيها ما يعتاده الرائي في اليقظة،

كمن عادته أن يأكل في وقت فنام فيه، فرأى أنه يأكل، أو بات طافحًا من أكل وشرب، فرأى أنه يتقيأ، ويدخل فيه ما يراه الإنسان مما يتعلق بالأحداث العالمية الجارية.

وما عدا ذلك أضغاث أحلام

يعني الأحلام المختلطة التي لا يصح تأويلها لاختلاطها وعدم التئامها على أصول التعبير، فلا ينبغي الاشتغال بِهَا.

أما كيف يميز “المنام الصالح من المنام الفاسد، فإن للرؤيا الفاسدة أمارات يستدل بها عليها، كما يقول ابن الصلاح:

1. فمنها أن يرى ما لا يكون كالمحال من الأمور وغيرها مما يعلم أنه لا يوجد بأن الله سبحانه وتعالى على صفة مستحيلة عليه، أو يرى نبيا يعمل عمل الفراعنة، أو يرى قولا لا يحل التفوه به!

ومن هذا النوع الاحتلام فإنه من الشيطان، ولهذا لا تحتلم الأنبياء عليهم السلام 2. ومن أمارات الرؤيا الفاسدة أن يكون ما رآه في النوم قد رآه في اليقظة قبل نومه وصورته باقية في خياله فيراه بعينها في نومه! 3. ومنها أن يكون ما رآه مناسبا لما هو عليه من تغيير المزاج كأن ينام حزينا مكتئبا فيرى ما يحزنه أو يخوفه.

ومن أمارات صدق الرؤيا من حيث الزمان ثم إن القطع على الرؤيا بكونها صالحة لا سبيل إليه

فإذا كانت الرؤيا سيئة مكروهة

استحب لرائيها سبعة أشياء، إن فعلها كلها أو بعضها، لن تضره إن شاء الله -تعالى- وهي: 1. الاستعاذة بالله من شَرِّها . 2. الاستعاذة من الشيطان ثلاثًا . 3. التفل عن اليسار ثلاثًا . 4. التحول عن الجنب الذي كان نائمًا عليه . 5. الصلاة . 6. أن لا يحدِّث بِهَا أحدًا . 7. وأن لا يفسرها .

وإذا كانت الرؤيا حسنة صالحة

استُحبَّ لرائيها أربعة أشياء : 1. أن يحمد الله تعالى عليها . 2. أن يستبشر بِهَا . 3. أن يتحدث بِهَا لمن يحب دون من يكره . 4. أن يفسرها تفسيرًا حسنًا صحيحًا؛ لأن الرؤيا تقع على ما تفسر به .

وهذا يعني أن على المرء الحالم أن لا يشتغل إلا بتفسير الرؤيا الحسنة الصالحة، لا المكروهة المفزعة، ولا التي تكون من قبيل الأضغاث، أو مما يُحَدِّث به نفسه .