هل يُرى النبي ﷺ يقظةً بعد موته؟

يتساءل البعض: هل يمكن أن يُرى النبي ﷺ يقظةً بعد موته؟ بمعنى، إذا أكثرتَ من الصلاة والسلام عليه، هل يمكن أن يزورك النبي ﷺ ويجتمع بك في مكانك، وتتكلم معه ويكلمك؟ هذا ما يزعم بعض الناس.

الحقيقة في رؤية النبي ﷺ بعد وفاته

الحق الذي لا مرية فيه هو أن الرسول ﷺ لا يُرى في اليقظة بعد وفاته. ومن زعم أنه يرى النبي ﷺ في اليقظة، فقد وقع في خطأ عظيم وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم.

النبي ﷺ ميت كما قال الله تعالى:

“إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ”
[سورة الزمر: 30].

والموتى لا يخرجون من قبورهم إلا يوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى:

“ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ”
[سورة المؤمنون: 15-16].

الله سبحانه أخبر أن بعث الأموات يكون يوم القيامة، لا في الدنيا. ومن قال بخلاف ذلك، فقد خالف ما عرفه السلف الصالح وأصحاب الرسول ﷺ وأتباعهم بإحسان.

الحذر من الخرافات

ينبغي للمسلمين ألا يغتروا بكلام بعض الكتاب الذين يروجون لهذه الخرافات. يقول هؤلاء إن من يكثر من الصلاة على النبي ﷺ يصل إلى مقام مشاهدته والاجتماع به يقظةً في أي وقت شاء. ويضيفون أن من لم يحصل له هذا الاجتماع فهو ممن لم يكثر من الصلاة على النبي ﷺ بما فيه الكفاية.

يذكر بعضهم أمثلة على من زعموا أنهم كانوا يجتمعون بالنبي ﷺ، ويقولون: “كان فلان يجتمع برسول الله ﷺ في أحواله كلها”، أو “لو احتجب عني رسول الله ﷺ ساعة، ما عددت نفسي من جملة المؤمنين”.

الرد على هذه الادعاءات

هذه الأقوال هزلٌ وخرافات لا أساس لها، وهي استخفاف بعقول عوام المسلمين. فلا يجوز تصديق مثل هذه الخرافات التي تخالف نصوص القرآن والسنة. قال الله تعالى:

“إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”
[سورة البقرة: 156].

وحسبنا الله ونعم الوكيل.