أليس من العجب هذا التشابه الكبير بين الحادثتين؟!

في يوم واحد: الأربعاء 22/5/2013 أقدم نيجيري مسلم على قتل جندي بريطاني في لندن, وأقدم نيجيري مسلم على قتل جندي سعودي في الطائف! كلاهما نيجيري مسلم يحمل فكر القاعدة فكر التكفير والتفجير والتقتيل بغير حق! كلاهما يقتل غدرا كلاهما يقتل جنديا وفي يوم واحد لكن المكان مختلف في السعودية وبريطانيا

إن هذا التشابه يرسل برسائل كثيرة، أتركها لفطنة القارئ!

فالذي يهمني بيان حكم الله عز وجل فيما حصل في بريطانيا لا السعودية، ففي السعودية الأمر واضح بين، مسلم يقتل مسلما، لكن الأمر قد يشتبه على البعض في حادث بريطانيا!

يقول نيجيري لندن في الفيديو حاملا سكين مطبخ وساطور ملطخين بالدماء ان “السبب الوحيد الذي دفعنا لقتل هذا الرجل اليوم هو لان مسلمين يقتلون يوميا على يد جنود بريطانيين. مع هذا الجندي البريطاني، نطبق مبدأ العين بالعين والسن بالسن”. لابد أن يعلم المسلمون الذين يعيشون في البلاد الغربية أو في الدول غير الإسلامية عموما، أنهم سواء كانوا متجنسيين أو مقيمين أو زائرين، فإن الجنسية أو الإقامة أو تأشيرة الدخول هي بمثابة عهد أمان بينهم وبين هذه الدول، وذلك يوجب عليهم في الشريعة الإسلامية الوفاء بالعهد وتحريم الغدر، فلا يحوز التعرض لهذه الدول بشر أو أذى أو قتل أو سرقة أو غدر أو خيانة ففي سنن أبي داور وابي يعلى يقول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام : “ألا من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة” وفي صحيح البخاري: “من قتل معاهدًا لَم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عامًا” كما أجمع علماء الإسلام أن المسلم إذا دخل دولة غير إسلامية بعهد أمان فلا يجوز له التعرض لأهلها بسوء!

أما حجة النيجيري أنهم يقتلون المسلمين، فنقول إن هذا العهد المذكور آنفا يجب الوفاء به في هذه الحالة أيضا، كما قال الله سبحانه" وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال:72] : قال ابن كثير(تفسير القرآن العظيم:2/315) : “فإنه واجب عليكم نصرهم لأنهم إخوانكم في الدين ، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق ، أي مهادنة إلى مدة ، فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم ، وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنه"أ.هـ. وقد ترك حذيفة وأبوه نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في بدر بسبب العهد والميثاق الذي أخذه منهما كفّار قريش أن لا يقاتلا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقرهما كما في صحيح مسلم حين قال : “انْصَرِفَا نَفِيْ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ”