بيان اتحاد علماء إفريقيا حول اندلاع الحرب في مالي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فقد تابع اتحاد علماء إفريقيا بكل أسى انهيار مسار المفاوضات واندلاع الحرب في مالي ؛ وحيث إن أهداف الاتحاد تتمثل في: • إيجاد مرجعية علمية دعوية لتوجيه وتنسيق الجهود العلمية والدعوية في إفريقيا. • إيجاد مرجعية إسلامية تعبر عن المسلمين في القارة أمام المؤسسات والهيئات العلمية والأكاديمية والرسمية والدولية. • تعزيز جهود العلماء في توجيه وقيادة المجتمعات الإفريقية. • ضبط الفتوى في القضايا العامة في إفريقيا. • تعزيز التعايش السلمي بين أطياف المجتمعات الإفريقية • فتح قنوات اتصال وتفاعل مع التجمعات الإسلامية الأخرى لخدمة قضايا المسلمين العامة. انطلاقا من هذه الأهداف يعلن الاتحاد ما يلي:

1- حسب متابعة تسلسل الأحداث قبل اندلاع الحرب يلقي الاتحاد باللوم على الجماعات المسلحة لمبادرتها إلى الهجوم علىى المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة مما أجهض مسار المفاوضات وأشعل فتيل الحرب وأدّى إلى التدخل الأجنبي.

2- يرى الاتحاد أنه آن الأوان لدول المنطقة والقارة أن تتحمل مسئولياتها في الدفاع المشترك لضبط أمنها والمحافظة علىى استقرارها وإيجاد الحلول لمشكلاتها بعيداً عن التدخل الأجنبي المرفوض مبدئياً لما ينطوي عليه من المخاطر .

3- يدعو الاتحاد إلى تهيئة الظروف لإنهاء الحرب؛ والعودة إلى مسار الحوار والتفاوض حقناً للدماء ، وإلى حلّ المشكلة منن جذورها .

4- يؤيد الاتحاد مسعى حكومة مالي في استعادة السيطرة على كامل أراضيها؛ والمحافظة على وحدة ترابها .

5- بناء على الضوابط الشرعية والحقائق الميدانية يرى الاتحاد أنهّ لا يصح وصف ما قامت به هذه الجماعات المسلحة منن هجوم بالجهاد في سبيل الله؛ وأن ما ترتب على أفعالهم من المفاسد أعظم من المصالح المتوقعة .

6- يتوجه الاتحاد بالنداء إلى الجماعات المسلحة بحكم رابط الدين إلى العودة إلى مبادئ الشرع وصوت العقل لحقن الدماء.

7- يحذر الاتحاد من استغلال هذه الأزمة في إثارة الصراعات الدينية والنعرات العرقية في هذه المنطقة المعروفة بالتنوعع العرقي والديني والمذهبي .

8- يستنكر الاتحاد الأعمال المخالفة لمبادئ الإسلام من الاعتداء على المدنيين أو دور العبادة خلال الأعمال الحربية؛؛ وخطف الرهائن على اختلاف جنسياتهم وأديانهم والعمليات التفجيرية التي يروح ضحيتها الأبرياء .

9- يؤكد الاتحاد أهمية التوعية والتثقيف لترسيخ مبدإ الوسطية ومعالجة مشكلة الغلو في الدين ويطالب الهيئات العلميةة وغيرها بالقيام بمسئولياتها في ذلك .

10 - يدعو الاتحاد الشعب المالي إلى التكاتف والترفع عن الخلافات العرقية والدينية والمذهبية من أجل تجاوز هذه المحنة .

11 - يقدّر الاتحاد جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي من أجل إيجاد حلّ للأزمة منذ اندلاعها؛؛ وينبه إلى ضرورة معالجة جوانب القصور في علاج هذه الأزمة والاستفادة منها في الوقاية من الأزمات في القارة.

12- يناشد الاتحاد الهيئات الإسلامية العالمية وبخاصة منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي إلى الإسراع فيي إيجاد مبادرة عملية لمساندة الشعب المالي المسلم لإحلال السلام وتجاوز هذه المحنة؛ ويبدي الاتحاد كامل استعداده للتعاون في هذا المسار . 13- وختاما يحتاج الشعب المالي إلى الدعوات الخالصة من إخوانهم المسلمين داخل القارة وخارجها للخروج من هذه المحنة .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين رئيس اتحاد علماء إفريقيا الأمين العام الدكتور / سعيد برهان عبد الله الدكتور / سعيد محمدبابا