قرر الشهاب العابرُ عبر كتابه البدر المنير في قواعد التعبير و
في باب تعبير رؤيا الأنبياء
أن تفسير من رأى آدم عليه السلام في المنام
أو من صَار آدم تولى منصباً مِمَّا يَلِيق بِهِ، فَرُبمَا يكون هُوَ أول من تولاه، ومن رآه أو صَار في صفته في المنام، ربما انتصر عَلَيْهِ عدوُّهُ، وأزاله من منصبه، وَرُبمَا خرج من مَكَان إِلَى آخر، ويرزق أَوْلَادًا، وَيحصل لَهُ نكد من جهتهم،
روايةِ تفسير أمثلةٍ من الرؤى عُرضت عليه وعبرها
قَالَ له إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت آدم، فقال: يَقع فِي حَقك نكد لأجلِ زرع، فَكَانَ كَذَلِك. وَمثله قَالَ له آخر، فقال: تفارق زَوجتك أَو جاريتك، لكَون آدم فَارق حوى. وَمثل ذلك أيضا رأى ملكُ مصر، رأى أنه صار آدم فقال: تعمر بلاداً جدداً،
ثم بيَّن أن تفسير من رأى إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَام في المنام
كثر علمه، أَو تقرب من الأكابر، ونال الْمنَازل الْعَالِيَة،
روايةِ تفسير أمثلةٍ من الرؤى عُرضت عليه وعبرها
قَالَ له إِنْسَان: رَأَيْت أنني قتلت إِدْرِيس، فقال: تَتَكَلَّم فِي عرض رجل صَالح أَو عَالم، أَو تؤذيه،
ثم ذكر أن تفسير من رأى نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام، أَو صَاحبه في المنام
طَال عمره، وَربح فِي تجارة المصنوعات الخشبية، وَنَجَا هُوَ وَأهل بَيته، أَو رَعيته من الشدائد، وانتصر على أعدائه
ومن أمثلة تفسير الرؤى التي عُرضت عليه
قال له إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت نوحًا، فقال: أَنْت نجار، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تبيع الْحَيَوَان أَو الطُّيُور، قَالَ: نعم، لكَون نوح جمع النَّاس فِي السَّفِينَة وَالْحَيَوَان. وَمثله قَالَ آخر، رَأَيْت كأنني صرت نوحًا، فقال له: أَنْت حَاكم على مركب. وَمثله قَالَ آخر، قلت: مَاتَ لَك ولد، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يطول عمرك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تضحك النَّاس، لِأَن قومه كَانُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ.
ثم ذكر تعبير من رأى يعقوب في المنام
فقال:من صَار فِي صفة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام، أَو صَاحبه: نَالَ هموماً، وَفَارق أحبته وَيرجع يجْتَمع بهم، ويتنكد من أَوْلَاده أَو أَقَاربه، وَرُبمَا ينزل ببصره آفَة، أَو فِي رَأسه. لَكِن رُبمَا عوفي بعد ذَلِك
ومن أمثلة تفسير الرؤى التي عُرضت عليه
كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت يَعْقُوب، قلت: هربت، قَالَ: نعم، لِأَن يَعْقُوب كَانَ هرب من أَخِيه الْعيص. وَمثله قَالَ آخر، قلت: ترمد وتخشى على بَصرك، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت غَابَ لَك ولد، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر،
ثم ذكر تعبير من رأى يوسفَ في منامه
فقال: وَأما من صَار فِي صفة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: خُشِي عَلَيْهِ الْأسر، أَو السجْن ثمَّ يخلص، وَإِن كَانَ يَلِيق بِهِ الْملك: ملك، أَو يتَوَلَّى ولَايَة تلِيق بِهِ. وَيُفَارق أَهله وأقاربه، لنكد يَقع بَينهم، ثمَّ يجْتَمع بهم. ويتهم بِامْرَأَة وَيكون مِنْهَا برياً. وَرُبمَا رزق معرفَة علم المنامات
ثم ذكر أمثلة مما عُرض عليه من الرؤى
فقد قَالَ له شخص: رَأَيْت أنني صرت يُوسُف، فقال: اتهمتَ بِسَرِقَة، قَالَ: نعم، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام اتهمه إخْوَته بِالسَّرقَةِ، وَمثله قَالَ آخر، فقال: يُتَكَلَّم فِي عرضك. وَمثله قَالَ آخر، فقال: يعْتَذر إِلَيْك أعداؤك وتصفح عَنْهُم.