قرر الشهاب العابر في الْفَصْل الثَّانِي عشر من كتابه

أن تفسير الأحلام يكون أيضا بالمعكوس من الكلمات

وذلك بأن تُقرأَ الكلمةُ من آخرها إِلَى أَولهَا، وأخذ يؤكد على هذه الطريقة أنها من طرق التعبير المعتبرة، وذلك بضرب الأمثلة عليها،

اللوز

فاللوز إذا رآه صاحب المنصب يُعبرُ بزوال منصبهِ، كما يُعبرُ لمن هُوَ فِي شدَّة وكرب: بزَوَال كربتهِ، وذلك لِأَن عَكس لَوز: زول، إذا قرأتها من آخرها لأولها.

الدرهم

وضرب مثالاً ثانياً بمن رأى في منامه الدِرْهَم، فيعبر بهمٍّ يعتريه لأن عكس درهم كما يقول: هم درّ.

العسل

ثم ضرب مثالاً ثالثاً بالعسل في منامٍ عُرض عليه، يقول الشهابُ العابر: قَالَ لي إِنْسَان: وَقع على رجْلي عسل فأحرقها، فَقلت لَهُ: تتْلف رجلك بلسع.

الدلو

وكما قَالَ آخر: كأنني اشْتريت دلواً، فَقلت لَهُ: ترزق ولدا، وذلك أن الشهاب قرأ كلمة دلو من آخرها لأولها، فقرأها (ولد)

لِيف

وقال في مثالٍ رابع: قَالَ لي إنسان: رَأَيْت كَأَن قِطْعَةَ لِيف من لِيف النّخل قد أدمت يَدي قلت لَهُ: نخشى عَلَيْك من الْفِيل. فَمَا مضى قَلِيل حَتَّى ضربه الْفِيل ضَرْبَة كَاد يهْلك مِنْهَا!

حبر

وفي مثال خامس يقول: وَرَأى آخر كَأَنَّهُ يجمع حبرًا من بَحر فِي وعَاء، فَقلت لَهُ: يحصل لَك ربح من جليل الْقدر، وَرُبمَا يكون يعرف الْكِتَابَة، وذلك لأن ربح عكس حبر!

ألوداع

وفي مثالٍ سادس: وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَنِّي أودع أَقْوَامًا، وهم الْآن غياب، قلت لَهُ: أبشر قد قرب مجيؤهم. لِأَن عكس الْوَدَاع عَادوا. فَذكر أَنهم وصلوا عقيب مَا ذكرته.

لقد أكد الشهاب العابر أن جميع ما فسره بالمعكوس وقع كما فسره، وأرشد طالب علم التعبير أن يقيس على ما ذكره منن أمثلة، فقال: فَكَانَ الْجَمِيع كَمَا قلت. بِحَمْد الله تَعَالَى. وعَلى هَذَا فقس، ثم ختم الفصل بقوله:فَافْهَم جَمِيع مَا ذكرت فِي الِاشْتِقَاق طرداً وعكساً موفقا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.