أكد الشهابُ العابر في الفصل الثامن من كتابه البدر المنير في علم التعبير

أنه يجب على المعبر أن يعتبر عادات النَّاس وأديانَهم

لأن تفسير الرؤيا يختلف باختلاف العادات والأديان

وضرب على ذلك مثالا ببعض الأطعمة المحرمة عند أهلِ الديانات المختلفة، فمن يرى أَنه يَأْكُل الباقلاء الخضراء وكان من الصابئة، وهي ديانةٌ يقدسُ أصحابها الكواكبَ والنجوم، وقد بقيت منهم طائفة بالعراق وإيران، فمن رأى في منامه من الصابئة أَنه يَأْكُل الباقلاء الخضراء فيُعبر له بمَال حرَام أو همومٍ وأنكاد، لِأَنَّ الباقلاء محرمة عَلَيْهِم، ومن رآها في منامه من أهل الديانات الأخرى فتفسر بأرزاق وأموال حلال،

أكل لحم البقر

وكذلك فإن المجوس يحرمون أكل لحم البقر، فمن رأى من المجوس أنه يأكل لحم البقر فيعبر بالهموم والأحزان أو الأموال الحرام، ولغير المجوس يعبر بالأموال والأرزاق الطيبة،

أكل لحم الجمل

كما أن اليهود يحرمون أكل لحم الجمل، فمن رأى من اليهود أنه يأكل لحم جمل فيعبر بالهموم والأنكاد أو الأموال الحرام، ولغير اليهود يعبر بالأموال والأرزاق الطيبة،

أكلَ الدجاج

وبعضُ الديانات تحرم أكلَ الدجاج، فمن رأى منهم أنه يأكل لحم الدجاج فيعبر بالهموم والأنكاد أو الأموال الحرام، ولغيرهم ممن يرى إباحةَ أكل الدجاج يعبر بالأموال الحلال،

أكل لحم الخنزير

والمسلمون يحرمون أكل لحم الخنزير، فمن رأى من المسلمين أنه يأكل لحم الخنزير فيعبر بالهم والغم أو المال المحرم، ولغير المسلمين يعبر بالأموال والأرزاق،

والخلاصة أن الأطعمة المحرمة تُفسر في المنام

بأموالٍ حرام أو هموم وأحزان عند من يعتقدُ تحريمها، وتفسر بالأرزاق عند من يرى حِلَّها!

الزنا

كما ضربَ مثالا آخر بالْمَرْأَة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا تَزني، وَالنَّاس يبصرونها، فتُعبرُ بالفضيحةِ والشهرة القبيحة أو المشاكل والهموم، إلا إذا  كانت الحالمة من بلادٍ تُبيحُ الزنا فيفسرُ بعكس ذلك!،

ثم ضرب مثالا ثالثا بالنار، فَتُعبرُ لمن أوقدها بخير وفائدة لمن كان من عبادها، وتُعبر لمن لا يُقدسها بالفتن والمشاكل.

ثم أوضحَ الشهابُ العابرُ أن ما يحدثُ في المنام من خير أو فسادٍ أو نقص للمعبودات من دون الله كالنار أو الشمس فمهما حدثَ من خير أو شر رجع ذلك في التعبير لدينهم وبلادهم