رؤيا يوسف عليه السلام

رؤيا يوسفَ عليه السلام (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )وكرؤيا صاحبيه في السجن، (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ) لا بأس أن نقف عند الرؤى في سورة يوسفَ عليه السلام فنطيل الوقوف عبر حلقات متعددة. فالرؤيا الأولى رؤيا الْكَرِيمِ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} أَيْ نَجْمًا مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ وَالنُّجُومُ فِي التَّأْوِيلِ إخَوَانُه كما عبرها يعقوبُ وكان من الأنبياء المعبرين ، وَكَان إخوانُه أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَالشَّمْسُ في التعبير أُمُّهُ والْقَمَرُ أَبُوهُ في قول كثير من المفسرين؛ لِأَنَّ الشَّمْسَ مُؤَنَّثَةٌ وَالْقَمَرَ مُذَكَّرٌ، وقيل العكس!...

كيف يعيش المسلم في الدولة الكافرة؟

الرؤيا ربما تكون خاصةً بالرائي وحده، فتعبر له وحده، وقد يكتشفُ المعبر بخبرته أن الرؤيا عامة لا تخص الحالم وحده، بل تعم طائفةً بعينها، أو أهلَ بلدٍ بعينه، وذلك كرؤيا ملك مصر. وقد مثلنا للرؤيا الخاصة بالرائي وحده، برؤيا يوسفَ عليه السلام ورؤيا صاحبيه في السجن، وقد وقفنا فأطلنا الوقوف عند رؤيا يوسف، التي وقعت بعد أربعين سنة أو أقل أو أكثر،فقد خرج يعقوبُ وأهلُه إلى “مصر” قاصدين يوسف, فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسفُ إليه أبويه, وقال لهم: ادخلوا “مصر” بمشيئة الله, وأنتم آمنون من الجَهد والقحط, ومن كل مكروه....

رؤيا صاحبي يوسف في السجن

قد مثلنا للرؤيا الخاصة بالرائي وحده، برؤيا يوسفَ عليه السلام ثم رؤيا صاحبيه في السجن، ساقي ملكِ مصرَ وخبازهِ، اللذَين اتُهما بالتدبير لقتل الملك، فقد رأى الساقي في المنام أنه يعصر عنبًا, ورأى الخباز: أنه يحمل فوق رأسهِ خبزًا تأكل الطيرُ منه, وقد كان يوسف يعيشُ في مجتمع مشرك ودولة كافرة، كان يعيش بقيم عالية وأخلاق رفيعة، كما شهد صاحباه ( إنا نراك من المحسنين) فكان مباركا على أهل مصر، ولا أدل على ذلك من أنه أنقذهم من أزمة إقتصادية طاحنة، وهكذا ينبغي أن يعيشَ المسلمُ في الدول غيرِ الإسلامية، إذا دخلها لزيارةٍ أو إقامةٍ، إذ يجب عليه أن يكون مباركا على أهل كل بلدٍ ينزلُ فيه، يحفظ أمنهم ودماءهم وأموالهم، ولا يتعدى على أحد منهم، فإنه قد أقام فيهم بمقتضى تأشيرةٍ أو إقامةٍ أو جنسية، وهي بمثابة عهد الأمان في الفقه الإسلامي!...

رؤيا الملك

“الرؤيا ربما تكون خاصةً بالرائي وحده، وربما تكون عامة لا تخص الحالم وحده، بل تعم طائفةً بعينها، أو أهلَ بلدٍ بعينه، كرؤيا ملكِ مصرَ فهي تعم أهلَ مصرَ جميعا، فقد رأى سبعَ بقراتٍ سمان، خرجن من نهرٍ وخرج بعدها سبعُ بقراتٍ عجافٍ - مهازيل - وقد أقبلت العجافُ على السمان فأكلتها،كما رأى سبعَ سنبلاتٍ خضر قد أقبلَ عليهن سبعٌ يابسات فأكلتها! ونحن نعلم أن حكام مصر القديمة كانوا يُسمَّوْنَ الفراعنة، فكيف يسمي القرآنُ حاكمَ مصر بالملك، أقول: هذا من إعجاز القرآن، فبعد أن اكتُشِفَ " حجرُ رشيد " ، وتم فَكُّ ألغاز اللغة الهيروغليفية؛ عرفنا أن حكم الفراعنة قد اختفى لفترة من الزمان؛ حين استعمر مصرَ ملوكُ الرُّعاة، وهم الذين يُسمَّوْنَ الهكسوس، وكانت هذه هي الفترة التي ظهر فيها يوسف، ثم استرجع الفراعنةُ بعد ذلك حُكم مصر وطردوا الهكسوس....